كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب قال: كان لذي القرنين صديق من الملائكة يقال له زرافيل، وكان لا يزال يتعاهده بالسلام، فقال له ذو القرنين: يا زرافيل، هل تعلم شيئًا يزيد في طول العمر لنزداد شكرًا وعبادة؟ قال: ما لي بذلك علم، ولكن سأسأل لك عن ذلك في السماء. فعرج زرافيل إلى السماء فلبث ما شاء الله أن يلبث ثم هبط، فقال: إني سألت عما سألتني عنه فأخبرت أن لله عينًا في ظلمة هي أشد بياضًا من اللبن وأحلى من الشهد، من شرب منها شربة لم يمت حتى يكون هو الذي يسأل الله الموت. قال: فجمع ذو القرنين علماء الأرض إليه فقال: هل تعلمون أن لله عينًا في ظلمة؟ فقالوا: ما نعلم ذلك. فقام إليه رجل شاب فقال: وما حاجتك إليها أيها الملك؟ قال: لي بها حاجة. قال: فإني أعلم مكانها. قال: ومن أين علمت مكانها؟ قال: قرأت وصية آدم عليه السلام فوجدت فيها: إن لله عينًا خلف مطلع الشمس في ظلمة، ماؤها أشد بياضًا من اللبن وأحلى من الشهد، من شرب منها شربة لم يمت حتى يكون هو الذي يسأل الله الموت.
فسار ذو القرنين من موضعه الذي كان فيه اثنتي عشرة سنة حتى انتهى إلى مطلع الشمس، عسكر وجمع العلماء فقال: إني أريد أن أسلك هذه الظلمة بكم، فقالوا: إنا نعيذك بالله أن تسلك مسلكًا لم يسلكه أحد من بني آدم قط قبلك. قال: لابد أن أسلكها. قالوا: إنا نعيذك أن تسلك بنا هذه الظلمة، فإنا لا نأمن أن ينفتق علينا بها أمر يكون فيه فساد الأرض. قال: لابد أن أسلكها. قالوا: فشأنك. فسألهم أي الدواب أبصر؟ قالوا: الخيل. قال: فأي الخيل أبصر؟ قالوا: الإناث. قال: فأي الإناث أبصر؟ قالوا: الأبكار. فانتقى ستة آلاف فرس أنثى بكر ثم انتخب من عسكره ستة آلاف رجل، فدفع إلى كل رجل منهم فرسًا، وولى الخضر منها على ألفي فارس ثم جعله على مقدمته، ثم قال: سرْ أمامي. فقال له الخضر: أيها الملك، إني لست آمن هذه الأمة الضلال فيتفرق الناس مني، فدفع إليه خرزة حمراء فقال: إذا تفرق الناس فارم هذه الخرزة فإنها ستضيء لك وتصوت حتى تجمع إليك أهل الضلال، واستخلف على الناس خليفة وأمره أن يقيم في عسكره اثنتي عشرة سنة، فإن هو رجع إلى ذلك وإلا أمر الناس أن يتفرقوا في بلدانهم. ثم أمر الخضر فسار أمامه، فكان الخضر إذا أتاه ذو القرنين رحل من منزله ونزل ذو القرنين في منزل الخضر الذي كان فيه، فبينا الخضر يسير في تلك الظلمة إذ تفرق الناس عنه، فطرح الخرزة من يده فإذا هي على شفير العين والعين في وادٍ فأضاء له ما حول البئر، فنزل الخضر ونزع ثيابه ودخل العين فشرب منها واغتسل ثم خرج، فجمع عليه ثيابه ثم أخذ الخرزة وركب وخالفه ذو القرنين في غير الطريق الذي أخذ فيه الخضر، فساروا في تلك الظلمة في مقدار ست ليال وأيامهن ولم تكن ظلمة كظلمة الليل، إنما كانت ظلمة كهيئة ضباب حتى خرجوا إلى أرض ذات نور ليس فيها شمس ولا قمر ولا نجم، فعسكر ثم نزل الناس ثم ركب ذو القرنين وحده فسار حتى انتهى إلى قصر طوله فرسخ في فرسخ، فدخل القصر فإذا هو بعمود على حافتي القصر، وإذا طائر مذموم... بأنفه سلسلة معلقة في ذلك العود شبه الخطاف أو قريب من الخطاف، فقال له الطير: من أنت؟ قال أنا ذو القرنين. قال له الطير: يا ذا القرنين، أما كفاك ما وراءك حتى تناولت الظلمة؟ أنبئني يا ذا القرنين. قال: سل. قال: هل كثر بنيان من الجص والآجر في الناس؟ قال: نعم. فانتفخ الطير حتى سد ثلث ما بين الحائطين، ثم قال: يا ذا القرنين أنبئني. قال: سل. قال: هل كثرت المعازف في الناس؟ قال: نعم. فانتفخ حتى سد ثلثي ما بين الحائطين، ثم قال: يا ذا القرنين، أنبئني. قال: سل. قال: هل كثرت شهادة الزور في الناس؟ قال: نعم. فانتفخ حتى سد ما بين الحائطين، واجث ذو القرنين منه فرقًا، قال له الطير: يا ذا القرنين، لا تخف... أنبئني. قال: سل. قال: هل ترك الناس شهادة أن لا إله إلا الله؟ قال: لا. قال: هل ترك الناس الغسل من الجنابة؟ قال: لا. قال: فانضم ثلثاه. قال: يا ذا القرنين، أنبئني. قال: سل. قال: هل ترك الناس المكتوبة؟ قال: لا... فانضم الطير حتى عاد كما كان، ثم قال: يا ذا القرنين، انطلق إلى تلك الدرجة فاصعدها فإنك ستلقى من تسأله ويخبرك. فسار حتى انتهى إلى درجة مدرجة فصعد عليها فإذا هو بسطح ممدود لا يرى طرفاه، وإذا رجل شاب قائم شاخص ببصره إلى السماء واضع يده على فمه قد قدم رجلًا وأخر أخرى، فسلم عليه ذو القرنين فرد عليه السلام ثم قال له: من أنت؟ قال: أنا ذو القرنين. قال: يا ذا القرنين، أما كفاك ما وراءك حتى قطعت الظلمة ووصلت إلي؟ قال: ومن أنت؟ قال: أنا صاحب الصور، قد قدمت رجلًا وأخرت أخرى ووضعت الصور على فمي، وأنا شاخص ببصري إلى السماء أنتظر أمر ربي، ثم تناول حجرًا فدفعه فقال: انصرف، فإن هذا الحجر سيخبرك بتأويل ما أردت.
فانصرف ذو القرنين حتى أتى عسكره فنزل وجمع إليه العلماء فحدثهم بحديث القصر وحديث العمود والطير وما قال له وما رد عليه، حديث صاحب الصور وأنه قد دفع إليه هذا الحجر وقال: إنه سيخبرني بتأويل ما جئت به، فأخبروني عن هذا الحجر، ما هو وأي شيء أراد بهذا؟ قال: فدعوا بميزان ووضع حجر صاحب الصور في إحدى الكفتين ووضع حجر مثله في الكفة الأخرى فرجح به، ثم وضع معه حجر آخر رجح به، ثم وضع مائة حجر فرجح بها حتى وضع ألف حجر فرجح بها، فقال ذو القرنين: هل عند أحد منكم في هذا الحجر من علم؟ قال- والخضر قاعد بحاله لا يتكلم- فقال له: يا خضر، هل عندك في هذا الحجر من علم؟ قال: نعم. قال: وما هو؟ قال الخضر: أيها الملك، إن الله ابتلى العالم بالعالم وابتلى الناس بعضهم ببعض، وإن الله ابتلاك بي وابتلاني بك. فقال له ذو القرنين: ما أراك إلا قد ظفرت بالأمر الذي جئت أطلبه. قال له الخضر: قد كان ذلك. قال: فائتني. فأخذ الميزان ووضع حجر صاحب الصور في إحدى الكفتين ووضع في الكفة الأخرى حجرًا، وأخذ قبضة من تراب فوضعها مع الحجر ثم رفع الميزان فرجح الحجر الذي معه التراب على حجر صاحب الصور، فقالت العلماء: سبحان الله ربنا...! وضعنا مع ألف حجر فمال بها، ووضع الخضر معه حجرًا واحدًا وقبضة من تراب فمال به...!! فقال له ذو القرنين: أخبرني بتأويل هذا. قال: أخبرك... إنك مكنت من مشرق الأرض ومغربها فلم يكفك ذلك حتى تناولت الظلمة حتى وصلت إلى صاحب الصور، وإنه لا يملأ عينك إلا التراب. قال: صدقت. ورحل ذو القرنين فرجع في الظلمة راجعًا، فجعلوا يسمعون خشخشة تحت سنابك خيلهم فقالوا: أيها الملك، ما هذه الخشخشة التي نسمع تحت سنابك خيلنا؟ قال: من أخذ منه ندم ومن تركه ندم، فأخذت منه طائفة وتركت طائفة، فلما برزوا به إلى الضوء نظروا فإذا هو بالزبرجد، فندم الآخذ أن لا يكون ازداد وندم التارك أن لا يكون أخذ.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «رحم الله أخي ذا القرنين، دخل الظلمة وخرج منها زاهدًا. أما إنه لو خرج منها راغبًا لما ترك منها حجرًا إلا أخرجه».
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فأقام بدومة الجندل فعبد الله فيها حتى مات».
ولفظ أبي الشيخ قال أبو جعفر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«رحم الله أخي ذا القرنين، لو ظفر بالزبرجد في مبداه ما ترك منه شيئًا حتى يخرجه إلى الناس، لأنه كان راغبًا في الدنيا، ولكنه ظفر به وهو زاهد في الدنيا لا حاجة له فيها».
وأخرج ابن إسحق والفريابي وابن أبي الدنيا في كتاب من عاش بعد الموت، وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أن سئل عن ذي القرنين فقال: كان عبدًا أحب الله فأحبه، وناصح الله فناصحه، فبعثه إلى قوم يدعوهم إلى الله فدعاهم إلى الله وإلى الإسلام، فضربوه على قرنه الأيمن فمات، فأمسكه الله ما شاء ثم بعثه. فأرسله إلى أمة أخرى يدعوهم إلى الله وإلى الإسلام فضربوه على قرنه الأيسر فمات، فأمسكه الله ما شاء ثم بعثه فسخر له السحاب وخيّره فيه فاختار صعبه على ذلوله- وصعبه الذي لا يمطر- وبسط له النور ومدّ له الأسباب وجعل الليل والنهار عليه سواء، فبذلك بلغ مشارق الأرض ومغاربها.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه، أن ذا القرنين لما بلغ الجبل الذي يقال له قاف، ناداه ملك من الجبل: أيها الخاطئ ابن الخاطئ، جئت حيث لم يجئ أحد من قبلك ولا يجيء أحد بعدك. فأجابه ذو القرنين: وأين أنا؟ قال له الملك: أنت في الأرض السابعة. فقال ذو القرنين: ما ينجيني؟ فقال: ينجيك اليقين. فقال ذو القرنين: اللهم ارزقني يقينًا. فأنجاه الله. قال له الملك: إنه ستأتي إلى قوم فتبني لهم سدًا، فإذا أنت بنيته وفرغت منه فلا تحدث نفسك أنك بنيته بحول منك أو قوة، فيسلط الله على بنيانك أضعف خلقه فيهدمه. ثم قال له ذو القرنين: ما هذا الجبل؟ قال: هذا الجبل الذي يقال له قاف، وهو أخضر والسماء بيضاء وإنما خضرتها من هذا الجبل، وهذا الجبل أم الجبال والجبال كلها من عروقه، فإذا أراد الله أن يزلزل قرية حرك منه عرقًا. ثم إن الملك ناوله عنقودًا من عنب وقال له: حبة ترويك وحبة تشبعك، وكلما أخذت منه حبة عادت مكانها حبة.
ثم خرج من عنده فجاء البنيان الذي أراد الله، فقالوا له: {يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض} إلى قوله: {اجعل بينكم وبيهنم ردمًا}.
قال عكرمة رضي الله عنه: هم منسك وناسك وتأويل وراحيل. وقال أبو سعيد رضي الله عنه: هم خمسة وعشرون قبيلة من وراء يأجوج ومأجوج.
وأخرج الحاكم عن معاوية رضي الله عنه قال: ملك الأرض أربعة: سليمان وذو القرنين ورجل من أهل حلوان ورجل آخر. فقيل له: الخضر؟ قال: لا.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن عساكر، عن مجاهد رضي الله عنه قال: إن ذا القرنين ملك الأرض كلها إلا بلقيس صاحبة مأرب، فإذا ذا القرنين كان يلبس ثياب المساكين ثم يدخل المدائن فينظر من عورتها قبل أن يقتل أهلها فأخبرت بذلك بلقيس فبعثت رسولًا ينظر إليه فيصوّر لها صورته في ملكه حين يقعد، وصورته في ثياب المساكين.
ثم جعلت كل يوم تطعم المساكين وتجمعهم، فجاءها رسولها في صورته فجعلت إحدى صورتيه تليها والأخرى على باب الأسطوانة، فكانت تطعم المساكين كل يوم، فإذا فرغوا عرضتهم واحدًا واحدًا فيخرجون، حتى جاء ذو القرنين في ثياب المساكين فدخل مدينتها ثم جلس مع المساكين إلى طعامها، فقربت إليهم الطعام فلما فرغوا أخرجتهم واحدًا واحدًا وهي تنظر إلى صورته في ثياب المساكين، حتى مر ذو القرنين فنظرت إلى صورته فقالت: أجلسوا هذا وأخرجوا من بقي من المساكين. فقال لها: لم أجلستني وإنما أنا مسكين...!؟ قالت: لا... أنت ذو القرنين، هذه صورتك في ثياب المساكين، والله لا تفارقني حتى تكتب لي أمانًا بملكي أو أضرب عنقك. فلما رأى ذلك كتب لها أمانًا فلم ينج أحد منه غيرها. وأخرج ابن أبي حاتم عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال: ملك ذو القرنين اثنتي عشرة سنة. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، عن عبيدالله بن أبي جعفر رضي الله عنه قال: كان ذو القرنين في بعض مسيره فمر بقوم قبورهم على أبواب بيوتهم، وإذا ثيابهم لون واحد وإذا هم رجال كلهم ليس فيهم امرأة، فتوسم رجلًا منهم فقال له: لقد رأيت شيئًا ما رأيت في شيء من مسيري...! قال: وما هو؟ فوصف له ما رأى منهم. قالوا: أما هذه القبور على أبوابنا، فإنا جعلناها موعظة لقلوبنا تخطر على قلب أحدنا الدنيا فيخرج فيرى القبور ويرجع إلى نفسه فيقول: إلى هذا المصير وإليها صار من كان قبلي. وأما هذه الثياب، فإنه لا يكاد الرجل منا يلبس ثيابًا أحسن من صاحبه إلا رأى له بذلك فضلًا على جليسه.
وأما قولك: رجال كلكم ليس معكم نساء، فلعمري لقد خلقنا من ذكر وأنثى، ولكن هذا القلب لا يشغل بشيء إلا شغل به، فجعلنا نساءنا وذريتنا في قرية قريبة وإذا أراد الرجل من أهله ما يريد الرجل، أتاها فكان معها الليلة والليلتين ثم يرجع إلى ما ههنا، لأنا خلونا هاهنا للعبادة. فقال: ما كنت لأعظكم بشيء أفضل مما وعظتم به أنفسكم، سلني ما شئت. قال: من أنت؟ قال أنا ذو القرنين. قال: ما أسألك وأنت لا تملك لي شيئًا؟ قال: وكيف وقد آتاني الله من كل شيء سببًا؟ قال: أتقدر على أن تأتيني بما لم يقدر لي ولا تصرف عني ما قدر لي؟
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال: لما بلغ ذو القرنين مطلع الشمس قال له ملكها: يا ذا القرنين، صف لي الناس. قال: إن محادثتك من لا يعقل بمنزلة من يضع الموائد لأهل القبور، ومحادثتك من يعقل بمنزلة من يبلّ الصخرة حتى تبتل، أو يطبخ الحديد يلتمس أدمه ونقل الحجارة من رؤوس الجبال، أيسر من محادثتك من لا يعقل.
{إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84) فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85)}.
أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وآتيناه من كل شيء سببًا} قال: علمًا.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فأتبع سببًا} قال: المنزل. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله: {وآتيناه من كل شيء سببًا} قال: علمًا. من ذلك تعليم الألسنة، كان لا يعرف قومًا إلا كلمهم بلسانهم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن أبي هلال رضي الله عنه، أن معاوية بن أبي سفيان قال لكعب الأحبار: تقول أن ذا القرنين كان يربط خيله بالثنايا؟ قال له كعب رضي الله عنه: إن كنت قلت ذاك فإن الله قال: {وآتيناه من كل شيء سببًا}.
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {وآتيناه من كل شيء سببًا} قال: منازل الأرض وأعلامها.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {فأتبع سببًا} قال: منزلًا وطرفًا من المشرق إلى المغرب.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله: {فأتبع سببًا} قال: هذه لأن الطريق كما قال فرعون لهامان {ابن لي صرحًا لعلي أبلغ الأسباب} [غافر: 36] أسباب السموات، طريق السموات. قال: والشيء يكون اسمه واحدًا وهو متفرق في المعنى. وقرأ: {وتقطعت بهم الأسباب} [البقرة: 166] قال: أسباب الأعمال.
{حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86)}.